Viewed products

New products

Follow us on Facebook

جنة الرب

Calculate Delivery Cost

$0.00

This product is no longer in stock

جنة الرب

AE0252

185g

خدمة المياه الحية

أماني ألبرت

14.5 * 20 cm

More details

More info
أراد لوط أن يعيش حياة أفضل. كانت لديه تطلعات كثيرة وطموحات كبيرة، لذا حينما قرر عمه إبرام الرحيل لأرض أخرى لم يتردد في الذهاب معه لعله يصطاد فرصة لعيش حياة كريمة.
وظل لوط سائر لفترة مع إبرام إلى أن تخاصم رعاتهما لأن المكان ضاق على أن يحتمل غنمهما معًا، وقتها طلب إبرام منه أن يعتزل عنه حتى لا تحدث بينهما مخاصمة، فما كان من لوط وبشكل تلقائي إلا أنه ’’رفع عينيه ورأى كل دائرة الاردن أن جميعها سقي، كجنة الرب، كأرض مصر‘‘ (تك13: 10)
كانت المياه عامل حاسم في الاختيار، فدائرة الأردن اعتمدت على مياة الأنهار كمصدر دائم لسقى الأرض بعكس صحراء كنعان التي اعتمدت على مطر السماء. وتطلع لوط نحو منطقة الأردن فرأى أنه المكان المناسب الذي كان يحلم به طوال حياته، أرض خصبة، المياة متوافرة بها كل أيام السنة، مملوء بالنباتات والأشجار المختلفة وفيها كل أنواع الثمر.
كان المكان من وجهة نظره كجنة الرب، فهو مناسب لصناعة ثروة، مناسب ليبدأ فيه عمل مزدهر وتجارة مربحة، كما أنه أرض جيدة للاستقرار وبناء بيت وإنشاء علاقات إجتماعية. كان جمال المكان من وجهة نظره، كجمال أرض مصر الممتلئة بكل أنواع الثمر والشجر بسبب نهر النيل.
لذا ارتحل في البداية شرقاً ثم اقترب أكثر من المركز التجاري فنقرأ أنه سكن في مدن الدائرة وأخيرًا لم يجد مفر من الذهاب للإقامة في سدوم ’’نقل خيامه إلى سدوم‘‘(تك13: 11)
ولأنه أراد لنفسه الأفضل، كانت تنقلاته تتوجه نحو العاصمة الكبرى سدوم. فقد كان يطمح لوضع إجتماعي رفيع مع وضعه المادي. ولسنوات عديدة تمكن لوط من بناء امبراطورية اقتصادية ضخمة، فقد كان رجل له اسمه وتجارته ومكانته في المدينة إذ كان من الجالسين عند أبواب المدينة أي من المؤثرين في صنع القرار فيها.
ورغم نجاحه الكبير في تحقيق طموحاته المادية والسياسية، كان هناك شيء ينقصه. فالمدينة من الظاهر تبدو كجنة الرب مملوءة بالخير والوفرة ولكن الشر المهيمن على أجوائها جعله يشعر بالضيق ’’وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا‘‘ (تك13:13) ’’وكان يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة‘‘ (2بط2: 8).
ولما أتى الملاكان ليخرجاه من سدوم، أدرك لوط أن كل ما عمل لأجله سنوات عمره سيضيع بلا أدنى فائدة. سيخرج بدون البيت والممتلكات والتجارة والمكانة. وحصاده الوحيد لكل سنوات التعب داخل المدينة هو الريح.
ضيع لوط حياته ثم هرب للجبل ثم أخطأ مع ابنتيه وعند موته لا نقرأ عنه شيئاً، فلا نعرف كيف انتهت حياته وأين دُفن. ورغم أن الكتاب حرص على ذكر موت أشخاص خارج خطة ودعوة الله كإسماعيل (تك25: 17). إلا أنه لم يذكر لنا شيئاً عن موت لوط وكأنه يغلق الستار عن شخص عاش في المكان الخطأ وحينما سنحت له الفرصة للعودة اختار مرة أخرى بنفسه فأخطأ خطًا جسيماً.
ومثل لوط يختار البعض بإستحسانهم البشري مكان ليبدأوا حياتهم فيه، مدينة يعيشون فيها ويعملون بها. وبمرور الوقت تأخذهم المدينة وتبتلعهم أعمالهم وبيوتهم فينسون الله. وبينما يظنون أنهم يعيشون في ’’الجنة‘‘ يكونوا في الواقع تحت تأثير نشاط شيطاني يهيمن على المكان والأجواء المحيطة به.
أثبتت الدراسات انه كلما زادت نسبة التحضر في المدن، ابتعد الإنسان واستقل عن الله. فعلى مستوى المدن، كلما تم كسر قوانين الله، زاد معدل الخطيئة والشر، وزادت نسبة نشاط الأرواح الشيطانية وزدات نسبة السحر والعرافة. وتصاعدت قوة جرائم محددة، كالسرقة والفساد والتزوير والرشوة والقتل والانحرافات بكافة أشكالها.
وعلى مستوى البيوت والعائلات يتضح النشاط الشيطاني بتواجد أمراض متوارثة، أو موت مفاجئ، أو مشاكل أسرية، أو إنهيارات عاطفية أو صدمات نفسية وإساءات جنسية.
أما على مستوى الأعمال فيتضح النشاط الشيطاني في الخسائر المادية غير المبررة، أو العوز المادي، والديون المتثاقلة والفشل المتوالي رغم المجهود المبذول.
وكأن هناك قوى غير منظورة تؤثر لتخلق نوع من أنواع المعاناة غير المرئية.
ولكن كيف تصبح بيوتنا وأعمالنا ومدننا كجنة الرب؟ وكيف تصبح محررة من تأثير أي هجوم شيطاني؟ وما هي ملامح الحرب الدائرة حولنا في العالم غير المنظور؟ وما هو دور الملائكة في حمايتنا. هذا ما نتناوله في هذا الكتاب.

30 products like جنة الرب