يقين كامل عندما ننال الخلاص، علينا أن نتيقن من ذلك، وإلا فكيف نكون شهوداً للمسيح؟ إن تعاليم الكتاب المقدس هي تعاليم إيجابية وقاطعة، وعندما نقرأها ننال اليقين. قال مارتن لوثر : "ليس الروح القدس روح شك" ، فهو لا يكتب أموراً مشكوكاً فيها. ووعود الله "نعم" "وآمين" وليست "لا" أو "ربما" فالكتاب المقدس مثل أصوات الأبواق، لا تردد فيها على الإطلاق. عندما حدث زلزال فيليبي، تزلزل السجن، وتزلزل أيضاً حارسه وصرخ: "ماذا أفعل لكي أخلص؟". ولم يقل له الرسول بولس عندئذ: "حسناً! ماذا تظن أنت؟ هل لديك أفكار معينة؟" بل قال له عبارة محددة وحاسمة: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك" (أعمال16: 31). فالكتاب المقدس هو رسالة الله، وليس مجرد كتاب يحوي آراءً مسيحية. كما أن تعاليمه ليست أفكاراً مقترحة تنال تقديراً خاصاً من رجال الكنيسة، بل إعلانات سماوية. يجادل بعض الناس حول قضية الخلاص قائلين إنه من الجراءة والتعالي أن نقول أننا قد خلصنا، ولكن هذا التواضع في ضوء الأدلة الكتابية الكثيرة هو تواضع مغلوط. فعندما يسألنا المسيح عن احتياجاتنا، لا يجب أن نقول له: "نريد الإجابة على تساؤلاتنا، ونود أيضاً أن نوضح لك وجهة نظرنا في موضوع الخلاص". بل ينبغي أن نتوب ونؤمن أن الخلاص ليس اختباراً عفوياً أو تلقائياً، بالكاد تستطيع أن تلاحظه. فعندما نتوب ونؤمن ونأتي إلى الرب يسوع المسيح مخلصنا، يقبلنا ويطهرنا بدمه الطاهر، فنختبر قوله: "من يقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً" (يوحنا6: 37). "لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لوقا19: 10). عدد الصفحات:36 صفحة