More info في واقع الأمر لم يكن الشعب خارج الحياة السياسية فقط، بل كان خارج الحياة الروحية أيضاً؛ فبالرغم من التدين الشديد الذي يتميز به أهل كفرناحوم، فإن تديّنهم لم يصنع أي فرق يُذكر في أخلاقهم والطريقة التي كانوا يعيشون بها. السرقات منتشرة، والفساد يسري في كل طبقات المجتمع، الكذب كان هو القاعدة بالرغم من الأقسام الغليظة بالله، وبالدين وبالهيكل الشريف في أورشليم، التشدّق مستمر بالأخلاق والتقاليد اليهودية، بينما التحرّش الجنسي يملأ الشوارع، ولا تصل منه حالة للرأي سوى الحالات الصارخة التي يتم فيها محاولات اغتصاب كامل. هذا غير التحرش بالكلام والاحتكاك واللمس العابر ومسك الفتيات والسيدات من مناطق حساسة ثم الفرار بالهرب جرياً على الأقدام، أو على صهوة جواد.
كل هذه أصبحت أموراً عاديى تفرض على النساء أن تتجرع يومياً مرارة القهر والهوان. أما الشعائر الدينية فكانت كلها تتم في مواقيتها في الهيكل وفي زوايا الشوارع بكل حماس والتزام.