زار سائح أحدى المناطق القروية، حيث الطبيعة الخلابة والمياه المتدفقة من أعلى الجبال والمساحات الخضراء الممتدة والشمس المشرقة. وكان هناك أحد الرعاة يرعي غنمه ويعزف على مزماره عند مجرى النهر.
ظل السائح لوقت طويل يعبر بين الزرع الأخضر ويتأمل في جمال الطبيعة، ويعاين الأزهار النادرة. وبينما هو سائر في طريقة أصدر الراعي نغمة عالية جداً من مزماره، فانزعج السائح من هذا الصوت، ومن شدة انزعاجه قرر الرجوع للراعي ليقول له لماذا فعلت هذا؟
فرجع وسأل الراعي بعصبية وغضب شديد، قائلاً لماذا تُفسد الجو الصحو الهادئ بنغمتك النشاز؟ وفي هدوء شديد ابتسم له الراعي وأشار بيده قائلاً يا سيدي لقد كنت تقف هناك عند المنحدر الصخري وخطوة أخرى كانت ستهوى بك من على ارتفاع 1000 متر.
حمل دليل الأسئلة مجانا
لقد كنت منشغلاً بتأمل الطبيعة حولك ولكنك لم تنظر إلى أين تذهب قدميك. وسيكون الأمر متأخر جداً أن أنادي عليك بصوتي لأنه ربما لم تكن لتنتبه لي، لذلك أصدرت هذا الصوت النشاز حتى أشد انتباهك وأنقذ حياتك من الموت.
عزيزي القارئ، لو كنت مكان السائح ربما غضبت من هذا الصوت المزعج، ولكن بعد معرفتك أنه كان لإنقاذ حياتك ربما ستشعر بالامتنان لهذا الصوت الذي أزعجك إذ أنقذ قدميك من الانزلاق.
وهو نفس ما يفعله الله معنا، فربما تحدث معنا ظروف تضايقنا وتضغط علينا فنغضب، ظناً منا أن الله تركنا تحت هذا الضغط. ولكن إن رأينا الصورة كاملة سنكون ممتنين لكل ما يحدث في حياتنا لأنه بلا شك يحمينا ويُنقذنا من أخطار أكبر.
وكطبيعة أي علاقة هكذا صداقتنا بالله. فهي تمر بجميع أطوار العلاقة من صمت وتساؤل وخصام ! إلا إنها تبقي حية ومستمرة. الرائع في الأمر أنها تتميز بوجود طرف لا يتخلى مطلقاً ولا يلوم بل يحب ويقبل ويعالج ويصحح ولا يفشل من الطرف الآخر حتى لو فشل من نفسه. فمحبة الله لنا ثابتة لا تتغير.
ويوميات غاضب من الله كتاب موجه لهؤلاء المجروحين من الله بسبب ما يمرون به. فحوادث مثل فقدان أحد الأبناء، موت أحد الأحباء، مرض خطير، فشل في علاقة أو عدم القدرة على إنجاب أطفال، كفيلة بخلق تساؤلات حول حبه وسماحه بالألم في نفس الوقت.
ومع عدم تدخله في الظروف فإننا نلومه ونتألم ألماً عميقاً، بل أننا نتضايق ونغضب منه.مما يجعلنا منهزمين داخلياً، غير قادرين على الصلاة أو استرداد علاقتنا الحميمة معه.
والكتاب يناقش في فصوله هل لنا الحق أن نغضب من الله بسبب ظروفنا؟ كما يناقش الأسباب المؤدية لغضب الإنسان من الله. كالرغبات الشخصية، أو عدم إدراك مشيئته، أو عدم رؤيته أثناء الظروف، أو الإحساس بأنه تأخر، وبأنه لا يريد أن يغير الوضع.
إن كنت احد هؤلاء الغاضبين من الله، أصلي لأجلك كي ما تشجعك كلمات هذا الكتاب على الدخول لمحضر الله لأنه هناك ستتغير طريقة تفكيرك ويتحول غضبك منه إلى تسبيح له.
View larger 
يسوع السيرة الأعظم
الكنيسة والفقر
أخلاقيات الملكوت
بولس رجل نعمة وهمّة
محاضرات في علم اللاهوت...
الإنجيل بحسب يسوع
خمس دقائق كل يوم
القلب الكبير
موسى رجل تفانِ لا أناني
الله والإنسان والكون
تاريخ الكنائس...
الإيمان وموجباته المنطقية
الإنطلاقة الجيّدة
كيف تتأكد من خلاصك
أعنّي أحد أحبائي مصاب...
يحبني بلا شروط
أعنّي أنا مصابة بسرطان...
الخداع
هل الله ضد المثليين...
مجموعات الصلاة الفعالة
درب الصليب
31 يوماً للنمو الروحي
الله والمال
المال والممتلكات
مهارات الحياة
الله والإلحاد
أسكب روحي على كل البشر
المساومة الحل الوسطي -...
تعود فتحيينا
دم المسيح
